تعتبر المدرسة العسكرية للغات بالرباط وسلا حاليا, من أهم معاهد القوات المسلحة الملكية بالمغرب, كما تعد معلمة متطورة فيما يخص تكوين عناصر الجيس المغربي في اللغات وبعض المهارات التقنية الأخرى.
وفي ضوء انفتاح أفراد القوات المسلحة الملكية على اللغات الحية عموما و الدول المصنعة للأسلحة خصوصا, تشرف مدرسة اللغات التابعة للقوات المسلحة الملكية على تلقين مجموعة من الضباط و ضباط الصف المختارين بعناية لغات عدة أبرزها : الإنجليزية, الروسية, الألمانية, الإسبانية و الصينية.
تتكون مدرسة اللغات العسكرية التابعة للمكتب الثالث للقوات المسلحة الملكية من قسمين :
-القسم الأول : يهتم بتكوين الضباط و ضباط الصف بحيث يقدم دورات لتعلم العديد من التقنيات كالتصوير, البرمجة والفوتوشوب…إلخ.
-القسم الثاني : يهتم بتدريس اللغات السالفة الذكر “الإنجليزية ، الروسية ، الألمانية ، الإسبانية و الصينية “. مع منح الخريجين من أفراد القوات المسلحة شواهد عالية كدليل على كفاءاتهم في إتقان اللغات أو المهارات المذكورة أعلاه (الفوتوشوب, البرمجة, التصوير ….).
ولوج المدرسة العسكرية للغات
لا يمكن للمدنيين الترشيح أو الدراسة في مدرسة اللغات العسكرية, بل تهتم هذه المدرسة فقط بتكوين عناصر القوات المسلحة الملكية من درجة الضباط وضباط الصف فقط (الجنود لا يمكنهم ولوج المدرسة).
يتم اختيار العناصر العسكرية التي ستدخل هذا المعهد بعناية فائقة سواء الأطر الإدارية والمشرفة على المدرسة أو من سيدخلون في فترة تكوين ليغادروا بعد التخرج.
بالنسبة لدرجة ضباط الصف يتم اختيار الأكثر كفاءة لغوية, خصوصا في الإنجليزية. يأتي هذا بعد اجتياز العديد من الإمتحانات الخاصة باللغات منذ فترة التكوين في مدارس ضباط الصف, ليقع الإختيار في الأخير على أصحاب أعلى المعدلات بينهم من أجل شغل مناصب في مدرسة اللغات وكذلك الدراسة من أجل تطوير الإمكانيات والقدرات في نفس الوقت.
وكحال ضباط الصف يجري نفس الأمر تقريبا على الضباط حيث يتم اختيار العناصر المتميزة انطلاقا من الإختبارات أو بناء على توصيات المصالح المشغلة لهم.
الإنفتاح الخارجي لمدرسة اللغات العسكرية
تحرس مدرسة اللغات العسكرية على الإنفتاح الخارجي على باقي الدول الصديقة في ما يخص تبادل الخبرات وكذلك تبادل تكوين العناصر العسكرية في مجال التواصل واللغات.
يحظى مجموعة من الضباط و ضباط الصف المختارين بعناية أي بعد اجتياز امتحانات كتابية وشفوية تشهد بحصولهم على درجات عالية بالسفر إلى الدول التالية :ألمانيا, الولايات المتحدة الأمريكية, روسيا, الصين, اسبانيا.
يأتي هذا قصد تحسين مستوياتهم في اللغات المذكورة أعلاه. حيث يدخلون في فترة تكوين ببعض الجامعات أو المعاهد العسكرية في الدول التي سيسافرون إليها.
تتراوح فترات التكوين في الخارج بين ستة أشهر وأربع سنوات تتخللها عطل من أجل العودة إلى أرض الوطن, وبعد نهاية التكوين في المعاهد الخارجية يحصل الخريجون على شواهد لغوية عالية تمكنهم من تطوير مسارهم المهني العسكري.
وتعتبر مدرسة اللغات أيضا ملجأ لأفراد القوات العسكرية الأجنبية كمصر, السعودية, الإمارات, پاكستان, موريتانيا….إلخ و ذلك من أجل تعلم اللغات السابقة الذكر عموما و اللغة الفرنسية خصوصا.
معلومات سريعة عن المدرسة
أنشأت مدرسة اللغات العسكرية في سبعينيات القرن الماضي حيث كانت تحمل اسم “المعهد العسكري للغات”. كان مقر المدرسة متواجدا بحي المحيط في الرباط العاصمة, ليتم تغيير مقر المدرسة سنة 2020 وبناء واحدة جديدة تقع بمدينة سلا.
مدرسة اللغات الجديدة مبنية بطراز حديث وجميل يعكس أهمية هذا المعهد العسكري المتميز, ودوره الكبير في المنظومة العسكرية خصوصا في مجال التواصل.
تهتم المدرسة أيضا بتدريس اللغات المُشار إليها سابقا للتلاميذ أبناء الضباط وضباط الصف اللذين يتابعون دراستهم في السنة الثانية باكالوريا وذلك قصد تحضيرهم لإجتياز امتحانات الباكالوريا.
تتبع المدرسة إداريا إلى المكتب الثالث للقوات المسلحة الملكية أو ما يسمى بمكتب التوثيق العسكري الذي يهتم بكل التكوينات العسكرية وبمنح الشواهد وكل المسائل الخاصة بالتوثيق.
يتم الإستعانة ببعض الكفاءات المدنية من أجل التدريس في المدرسة, وهذا استثناء فقط, أما في الجوانب التسييرية والإدارية فلا يمكن للمدنيين شغل أي وظيفة في هذا المعهد.
كما رأينا في هذا المقال, فالمدرسة العسكرية للغات حقا صرخ ومعهد متميز في المغرب, وبالنسبة للتلاميذ المدنيين والذين يرغبون في دخول مدرسة اللغات العسكرية فإن الطريقة الوحيدة لتحقيق هذا الهدف هي التفوق في اللغات والحصول على معدلات عالية فيها اثناء الدراسة الثانوية, ثم التسجيل في مباريات الضباط وضباط الصف بعد الحصول على الباكالوريا .
بعد النجاح في ولوج مدرسة للضباط أو ضباط الصف (جميع التخصصات), حافظ على تميزك في اللغات والحصول على معدلات عالية . ففي مدارس تكوين ضباط الصف مثلا يتم إنشاء أقسام خاصة بالمتميزين في اللغة الإنجليزية وتكوينهم في هذه اللغة, حيث يتوجون بدبلومات عسكرية خاصة باللغة تقربهم كثيرا وتضاعف حظوضهم في ولوج هذا المعهد اللغوي الكبير.
تخصصات ومهام أخرى
إلى جانب المسؤوليات والمهام التي تقوم بها مدرسة اللغات العسكرية والتي تتمحور حول التكوين في التواصل باللغات الحية الدولية, فإنها تضم ايضا بعض التكوينات الفرعية.
هناك جناح في هذه المدرسة مخصص لتكوين أئمة المساجد التابعة للقوات المسلحة الملكية, حيث يتابعون دراستهم في العلوم الإسلامية والقرآن. ويشارك العناصر المتميزون في مسابقات التجويد التي تنظم في المملكة العربية السعودية بين مختلف القوات الإسلامية, حيث يحصل عناصر المدرسة العسكرية للغات على مراكز مشرفة في هذه المسابقات, آخرها المركز الأول في التجويد لسنة 2019 والذي عاد لضابط صف من خريجي هذا المدرسة.